أطلق منبر منظمات المجتمع المدني برنامج صالون المجتمع المدني، في تاريخ 29/12/2023 في مدينة إسطنبول التركية. هذا الصالون يمثل منصة متجددة للحوار والتعاون البنّاء بين قادة ومؤثري المجتمع المدني في تركيا وسوريا، و فرصة لبناء جسر من التواصل والتنسيق بين الساحتين السورية والتركية، في سعي مشترك لحل المشاكل الملحة.
وفي اللقاء الأول، شهد صالون المجتمع المدني حضوراً مميزاً لشخصيات بارزة من طيف مختلف من المجتمع. من بينها السيد “نظيف يلماز” نائب وزير التربية والتعليم في تركيا والمسؤول عن ملف التعليم في شمال سوريا، والأستاذ “غزوان المصري” مستشار وزير التجارة في تركيا ونائب رئيس منتدى الأعمال الدولي IBF، والأستاذ “عزام خانجي” رئيس مجلس إدارة مؤسسة تعليم بلا حدود “مداد” وعضو مجلس أمناء جامعة حلب.
وشارك الأستاذ “غزوان المصري” بمساهمات فاعلة ورؤى متقدمة حول تعزيز العلاقات التجارية بين مناطق النزاع والمجتمعات المتأثرة، بهدف تحقيق الاستقرار وتعزيز النمو الاقتصادي. وسعى المصري إلى تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين تركيا والمناطق المتأثرة بالنزاعات، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد وتحفيز النمو في تلك المناطق.
كما ناقش أيضاً السياسات الاقتصادية التي يمكن أن تدعم الاستقرار وتعزز فرص النمو في هذه البيئات المعقدة. من خلال توجيه رؤاه وخبراته نحو تعزيز العلاقات التجارية ووضع سياسات اقتصادية ملائمة، حاول المصري التأكيد على أهمية بناء جسور من التعاون الاقتصادي الذي يمكن أن يعزز الاستقرار ويسهم في النهوض بالمنطقة المتضررة من النزاعات.
قدّم الأستاذ “عزام خانجي” رؤى ملهمة حول أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب في المناطق المتأثرة بالنزاعات والصراعات. وأكد على أهمية توفير فرص تعليمية مستدامة وجودة في تلك المناطق، مما يسهم في تمكين الشباب وتعزيز فرصهم المستقبلية. وتحدث عن تطوير برامج تعليمية متخصصة وتدريبية تستجيب لاحتياجات السوق وتعزز تنمية المهارات التي تساعد في إعداد الشباب لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
حاول خانجي إبراز أهمية دور التعليم في بناء المجتمعات ودعم الشباب المتأثر في المناطق المنكوبة بالنزاعات، بما يعزز فرص المستقبل ويساهم في تنمية المهارات الضرورية لبناء مجتمعات قوية ومستدامة.
الصالون، بمنهجيته الشهرية، يجمع القادة والفاعلين في مجالات المجتمع المدني بين سوريا وتركيا، يهدف إلى توسيع رؤى التواصل والتعاون وتبادل الأفكار. مع السعي المستمر لمناقشة القضايا والمشاكل العاجلة ولطرح حلول عملية ومقترحات بنّاءة لمعالجتها، بما يخدم المجتمع المدني ويسهم في تعزيزه.
وسيتم تحديث جدول أعمال الصالون شهرياً، ليتيح للخبراء والمسؤولين المهتمين المشاركة وتقديم الدعم والتوجيه في مواضيع الأهمية الحيوية. وسيكون هناك دعوات خاصة للمتخصصين في كل موضوع مطروح.
بداية رائعة لجهود مستقبلية مشتركة، تصنع خطوات جديدة نحو مستقبل أفضل للمجتمعات في المنطقة.