الدفاع المدني السوري يفتتح مدرسة خالد بن الوليد في جنديرس صرح تعليمي يدعم آلاف الطلاب

أكمل الدفاع المدني السوري، أحد أعضاء منبر منظمات المجتمع المدني، مشروع إعادة إعمار مدرسة خالد بن الوليد في مدينة جنديرس شمالي حلب، بعد عام من العمل الدؤوب، ليصبح هذا الصرح التعليمي جاهزًا لاستقبال أكثر من 4000 طالب وطالبة. المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع منظمة JTS الكورية الداعمة، يهدف إلى توفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة للطلاب السوريين في هذه المنطقة التي دمرها زلزال 6 شباط 2023.

مراسم الافتتاح:

جرى حفل الافتتاح يوم الأربعاء 9 تشرين الأول بحضور ممثلين عن منظمة JTS ، الحكومة السورية المؤقتة، منظمات محلية، وفعاليات مجتمعية، بالإضافة إلى ممثلين عن مديريات التربية والمجالس المحلية ومتطوعي الدفاع المدني السوري. بدأت المراسم بقص الشريط الحريري لمدخل المدرسة الرئيسي، وزيارة صرح شهداء مدرسة خالد بن الوليد الذين فقدوا حياتهم في الزلزال. تلا ذلك إزاحة الستار عن لوحة التدشين وتوجه الضيوف إلى مراسم الاحتفال.

وفي كلمة ألقاها السيد رائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري، خلال الاحتفال، شدد على أهمية التعليم كركيزة لبناء مستقبل أفضل للأجيال السورية، مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها قطاع التعليم في شمال غربي سوريا، خاصة في ظل تداعيات الحرب والزلازل. كما أعرب عن شكره لمنظمة JTS الكورية على دعمها لإنجاز هذا المشروع، مقدرًا جهود المهندسين والعمال الذين عملوا بلا كلل لتحقيق هذا النجاح.

مراحل المشروع:

بدأ المشروع بتصميم المخططات الإنشائية وفقًا للكود السوري لضمان مقاومة الزلازل، مع توفير إضاءة وتهوية طبيعية مستدامة لتحقيق بيئة تعليمية صحية وآمنة. تولت آليات الدفاع المدني السوري حفر الأساسات، حيث نقلت حوالي 7000 متر مكعب من التربة، وتم صب الخرسانة المسلحة مع عزل الأساسات لضمان الحماية من الرطوبة والمياه الجوفية.

شمل الهيكل الإنشائي بناء أعمدة وجدران قصّية لدعم حماية المبنى ضد الزلازل. واستخدمت خلال الإنشاءات حوالي 1800 طن من الأسمنت و300 طن من الحديد. يتألف المبنى من أربعة طوابق (القبو، الأرضي، الأول، الثاني) بمساحة إجمالية تبلغ 6400 متر مربع. تضم المدرسة 112 غرفة متعددة الوظائف، من بينها 51 غرفة صفية، 4 مختبرات للحواسيب، مختبران للعلوم، 10 غرف إدارية، 4 غرف للمعلمين، مكتبتان، قاعات اجتماعات، وغرفة حضانة.

الاهتمام بالتجهيزات:

تم تجهيز المدرسة بمعدات وأثاث حديث، شملت 870 مقعدًا دراسيًا، تجهيزات لغرف الإدارة والمعلمين وغرف الاجتماعات، بالإضافة إلى مختبرات الحواسيب التي تضم 64 جهاز حاسوب ومختبرات العلوم التي تم تجهيزها بأحدث التقنيات التعليمية. ولم تغفل الجوانب البيئية والصحية، حيث زودت المدرسة بنظام للطاقة الشمسية مؤلف من 72 لوحًا، بالإضافة إلى نظام أمان متكامل يضم 16 كاميرا مراقبة، 70 مطفأة حريق، وأنظمة حماية من الصواعق.

المساهمة في تعزيز البنية التحتية:

شمل المشروع أيضًا تأهيل الطرق المحيطة بالمدرسة، لتسهيل وصول الطلاب بأمان. كما تم تجهيز المرافق المدرسية بمساحات خضراء وملعب خارجي بمساحة 400 متر مربع لضمان بيئة متكاملة للطلاب.

الجهود المستمرة:

يأتي مشروع مدرسة خالد بن الوليد كجزء من سلسلة مشاريع داعمة للتعليم نفذها الدفاع المدني السوري خلال الفترة الماضية، بما في ذلك ترميم 22 مدرسة، مشروع الصحة المدرسية والإصحاح البيئي في 33 مدرسة في ريف إدلب وحلب، وترميم كليات جامعية في مناطق الشمال السوري. تهدف هذه المشاريع إلى تقليص الفجوة التعليمية في المجتمعات المتضررة من الحرب والكوارث.

التطلع للمستقبل:

يعكس افتتاح مدرسة خالد بن الوليد التزام الدفاع المدني السوري بتعزيز التعليم كعنصر أساسي في إعادة بناء المجتمعات التي تأثرت بالحرب والزلزال. من خلال هذه المشاريع، يسعى الدفاع المدني إلى دعم قطاع التعليم وتأمين بيئة تعليمية آمنة ومستدامة للطلاب السوريين، كخطوة أساسية نحو التعافي وإعادة بناء سوريا.

 

شارك المحتوى مع أصدقائك..

Scroll to Top