منبر منظمات المجتمع المدني يتابع بقلق بالغ واستنكار شديد الأحداث المؤسفة التي تعرض لها أهلنا السوريون في قيصري. ويؤكد أن هذه الأحداث المؤسفة هي نتيجة مباشرة للخطاب العنصري وتسييس قضية اللاجئين السوريين في تركيا.
نستذكر ما حدث في 6 أيلول\سبتمبر 1955، عندما تصدرت الصحف عناوين مفادها “منزل جدنا (مصطفى كمال) يتعرض للقصف”، ما دفع يدًا خفية لتحريك الناس نحو الشوارع، حيث تم نهب متاجر وممتلكات الأبرياء من الروم والأرمن، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا وتدمير أكثر من 5000 عقار، بقيمة ملايين الدولارات من الممتلكات المنهوبة.
ما حدث في قيصري بالأمس مشابه بشكل مقلق. لا يزال من غير المعروف من دفع الناس إلى الشوارع. بينما نُهبت المتاجر والمنازل، وسيدفع الشعب التركي الثمن مرة أخرى. إذا استمر الوضع على هذا المنوال، ستكون النتائج سلبية جدًا على تركيا.
هذه الممارسات اللاإنسانية، التي تتم تحت ستار القومية، ستلحق ضررًا بالسوريين فورًا، ولكن بدءًا من اليوم التالي، ستبدأ في إلحاق الضرر بالأمة والدولة التركية. يجب فتح تحقيق عاجل في الحادثة، ويجب محاكمة المتسببين بأشد العقوبات. وسنقوم بمتابعة الموضوع ونبدأ الإجراءات القانونية.
سيقوم منبر منظمات المجتمع المدني بزيارة ميدانية إلى قيصري للقاء العوائل المتضررة والمسؤولين في المنطقة. كما سيتم ملاحقة الجناة ومساءلة المسؤولين عن هذه الأحداث.
نهدف إلى جمع كل الحقائق، وتقديم الدعم اللازم للمتضررين، والبدء بالمسار القانوني لمحاسبة المتورطين في أعمال الشغب والمحرضين عليها. ويجب الحد من خطاب الكراهية المنتشر والمطالبة بإيجاد ضوابط قانونية لمحاسبة مرتكبيه، لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق الضحايا.
كما ندعو أهلنا السوريين في المنطقة إلى عدم الانجرار إلى العنف والالتزام بالسلم الأهلي، ونحث الجميع على التعاون مع السلطات القانونية واحترام النظام والقانون. إن تصرفات بعض الأفراد باللجوء إلى العنف تعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر وتزيد من تفاقم الوضع.
نأمل أن نتمكن من معالجة هذا الوضع بأسرع وقت ممكن، وضمان تحقيق العدالة للجميع.