إسطنبول تحتضن حفل “عيد التحرير – عامٌ على النصر” في الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية

في الذكرى الأولى لانتصار الثورة السورية وسقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، نظّم منبر منظمات المجتمع المدني، بالشراكة مع الاتحاد العام لطلبة سوريا، حفل “عيد التحرير – عامٌ على النصر” في مدينة إسطنبول، بحضور واسع ضمّ ممثلين عن جهات رسمية، وشخصيات اعتبارية، وقيادات من المجتمع المدني، وناشطين، وطلبة، وأبناء الجالية السورية في تركيا.

وقد نُظّم هذا الحفل بالتنسيق مع إدارة شؤون المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، في إطار يعكس أهمية الربط بين الذاكرة الوطنية والعمل المؤسسي، ويؤكد دور السوريين في الخارج كشركاء في المرحلة الجديدة من تاريخ سوريا.

وجاءت فعالية إسطنبول بوصفها المحطة المركزية والختامية لسلسلة فعاليات “عام على النصر”، التي أُقيمت بين 6 و13 كانون الأول/ديسمبر 2025 في عدد من الولايات التركية، حيث تنقّلت الفعاليات من مدينة إلى أخرى، حاملةً معها معنى النصر، ومُعزّزةً للذاكرة الجمعية، وموحِّدةً للسوريين حول حدث مفصلي في تاريخهم المعاصر.

افتُتح البرنامج بكلمات ترحيبية باللغتين العربية والتركية، أكّدت على رمزية المناسبة، وعلى عمق الروابط الإنسانية والاجتماعية بين الشعبين السوري والتركي. تلا ذلك تلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح الشهداء، قبل أن يُعزف النشيدان الوطنيان للجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية، في مشهد عبّر عن الاحترام المتبادل ووحدة الوجدان.

وتضمّن الحفل برنامجًا ثقافيًا وفنيًا متكاملًا، شمل عروضًا مسرحية جسّدت مسيرة السوريين بين القمع والتهجير ثم استعادة الإرادة، إلى جانب أعمال بصرية حيّة، وأناشيد وطنية، وقراءات أدبية، وأفلام قصيرة وثّقت مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها وحتى لحظة الانتصار. وقدّمت هذه الفقرات الحكاية السورية بوصفها تجربة إنسانية جماعية، لا مجرد حدث سياسي عابر.

وفي سياق التفكير بما بعد النصر، شهد الحفل تنظيم ندوة حوارية بعنوان: “دور مجتمع الشتات في إعادة الإعمار”، ناقشت مسؤوليات السوريين في الخارج، ولا سيما الطلبة والكفاءات والخبراء والإعلاميين، في مرحلة ما بعد التحرير. وقد ركّزت الندوة على التحديات الواقعية، والفرص المتاحة، وأهمية العمل المشترك، بعيدًا عن الخطابات الجاهزة، وفي إطار رؤية عملية لمستقبل سوريا.

كما أُتيحت للزوّار مساحات تفاعلية متعدّدة، شملت ركن الأطفال “جيل الحرية”، ومعرضًا فنيًا، ومساحة للذاكرة والتأمل، وأخرى للتواصل المجتمعي، بما عزّز البعد الثقافي والتربوي للفعالية، وربط الأجيال الجديدة بحكاية الحرية والانتصار.

نُظّم هذا الحفل بالشراكة الفنية مع فريق وجد الفني، وبالشراكة الثقافية مع جمعية مشكاة الشبابية، في نموذج يعكس تكامل الجهود المدنية والفنية والثقافية في إحياء الذاكرة الوطنية وصون معناها.

ويؤكد منبر منظمات المجتمع المدني من خلال هذه الفعالية أن عيد التحرير ليس مناسبة احتفالية فحسب، بل محطة وعي ومسؤولية، تُستعاد فيها الذاكرة، وتُستكمل الحكاية، ويُعاد طرح السؤال الأهم: كيف نحمي النصر، ونحوّله إلى مسار بناء وعدالة ومستقبل يليق بتضحيات السوريين.

 

شارك المحتوى مع أصدقائك..

Scroll to Top