إسطنبول | 2 نيسان/أبريل 2025
في لحظة رمزية تعبّر عن الأمل والانتصار، وبعد أن نال الشعب السوري حريته وكرامته، نظّم منبر منظمات المجتمع المدني (ULFED) بالتعاون مع اتحاد منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي (İDSB) فعالية بعنوان “المعايدة في عيد الفطر المبارك بين المنظمات التركية والسورية“، في مدينة إسطنبول.
حملت الفعالية شعار “معًا أقوى“، وجمعت ممثلي منظمات المجتمع المدني السورية والتركية، إلى جانب شخصيات رسمية، ونشطاء ومهتمين بالشأن المدني من الجانبين، في لقاء هدفه تجسيد قيم الأخوّة، وتعزيز الشراكة، وتوسيع مساحات التعاون بعد سنوات من العمل المشترك والتحديات المتراكمة.
شهد اللقاء مداخلات ومشاركات سلطت الضوء على:
- عمق الروابط التاريخية بين الشعبين السوري والتركي، منذ عهد السلاجقة وحتى اليوم.
- أهمية التضامن المتبادل في مواجهة الأزمات الإنسانية والسياسية.
- إيمان مشترك بدور منظمات المجتمع المدني في قيادة التحولات الاجتماعية.
- ضرورة تجاوز الصور النمطية، وبناء الثقة المتبادلة بين المجتمعات.
- أهمية ترسيخ العلاقات الأخوية على المستويين الشعبي والمؤسساتي.
شهد اللقاء حضورًا لافتًا لعدد من الشخصيات الرسمية وقادة منظمات المجتمع المدني، الذين أثْرَوا اللقاء بكلماتهم ومداخلاتهم القيمة، وكان من بينهم:
⬥ السيد أيوب أقبال – الأمين العام لـ İDSB
⬥ السيد خالد العيسى – رئيس مجلس إدارة ULFED
⬥ المحامي علي كورت – أول أمين عام لـ İDSB
⬥ السيد محمد أكتع – المدير العام لـ ULFED
⬥ السيد رائد الصالح – وزير الطوارئ والكوارث السوري (عبر الإنترنت)
⬥ المحامي حمزة أقبولوت – رئيس مجلس إدارة TGTV
⬥ الشيخ الدكتور أحمد سعيد حوّى – الأمين العام لرابطة العلماء السوريين
ركّزت كلمات المتحدثين خلال الفعالية على عدد من الرسائل المحورية التي تعكس روح اللقاء وأهدافه. في مقدمتها، التأكيد على أهمية توحيد القلوب والغايات في مواجهة التحديات، باعتبار أن التضامن الإنساني هو القاعدة الأولى لأي بناء مشترك. كما برزت دعوات صريحة إلى ضرورة استحضار الوعي بالتاريخ المشترك، والجغرافيا الواحدة، والمصير المتقاطع بين الشعبين السوري والتركي، بما يرسّخ الأسس الثقافية والاجتماعية للتعاون الطويل الأمد.
وأُعيد التأكيد على استمرار الدعم التركي للسوريين، خصوصًا في سياق إعادة الإعمار وبناء مستقبل مستقر، تكون فيه منظمات المجتمع المدني شريكًا أساسيًا في التنمية والتعافي. ولم تغب الدعوة إلى بناء مستقبل مشترك عن كلمات الحضور، حيث تم التشديد على أن التعاون القائم على الثقة والمسؤولية هو الضامن الحقيقي لاستدامة العلاقات بين الشعوب.
من جهة أخرى، عُبّر عن إيمان عميق بأن العرب والأتراك والأكراد وكل الشعوب أقوى عندما تعمل معًا، بعيدًا عن الاستقطاب والانقسام، في إطار من الاحترام والتكامل. كما طُرحت إشارات رمزية إلى وحدة المصير بين دمشق والقدس، بوصفها وحدة حضارية وثقافية، وأهمية استعادة الأمل والعمل الجاد من أجل نهضة تعكس هذه الرؤية الجامعة.
في كلمته، أكّد السيد أيوب أقبال، الأمين العام لاتحاد İDSB، أن لقاءات المعايدة لا تقتصر على تبادل التهاني، بل تشكل مساحة لتعزيز الأخوّة وإعادة بناء الثقة. وأضاف أن فرحة العيد هذا العام تتزامن مع فرحة السوريين بتحرير وطنهم، مشددًا على أن “نهضة سوريا هي من نهضة تركيا، والأخوّة بين الشعبين لا تنفصم”.
أما السيد خالد العيسى، رئيس مجلس إدارة المنبر ULFED، فقد أشار إلى أن العلاقات بين الشعبين السوري والتركي ليست وليدة اللحظة، بل ثمرة جهود مستمرة. وقال: “حتى بعد تحرير سوريا، سيواصل كثير من السوريين حياتهم في تركيا، وهدفنا هو بناء جسور دائمة للسلام والصداقة”.
بدوره، أوضح السيد محمد أكتع، المدير العام لـ ULFED، أن الفعالية لم تكن مجرد معايدة، بل لحظة رمزية للاحتفاء بمرحلة جديدة في سوريا، حيث قال: “هذا النصر ليس لسوريا وحدها، بل هو أمل مشترك للأمة بأكملها”، وشدد على ضرورة ترسيخ وعي الأخوّة في هذه المرحلة التاريخية المفصلية.
من جانبه، أشار السيد رائد الصالح، وزير الطوارئ والكوارث السوري، في كلمته عبر الإنترنت، إلى الدور الحيوي الذي تؤديه منظمات المجتمع المدني في دعم المجتمعات المتضررة، وبناء قدراتها، وتعزيز التماسك الاجتماعي في الأوقات الحرجة، خاصة في سياق الأزمات والتحولات الكبرى.
كما تضمن البرنامج عرضًا لفيلم وثائقي قصير أعدّه فريق المنبر، سلّط الضوء على محطات العلاقة بين الشعبين، وتاريخ النضال المشترك، والمسار المتنامي للتعاون المدني اليوم.
رسالة الفعالية:
لم تكن هذه الفعالية مجرد معايدة رمزية، بل شكلت إعلانًا مجتمعيًا عن بداية مرحلة جديدة من التعاون بين الشعبين، عنوانها: احترام الإنسان، تمكين المؤسسات، والعمل المشترك من أجل مستقبل مزدهر ومستقر.
عن منبر منظمات المجتمع المدني ULFED
منبر منظمات المجتمع المدني هو اتحاد غير ربحي مستقل، مسجل رسميًا في تركيا، يضم منظمات سورية تعمل في المحيط التركي، ويهدف إلى تعزيز التنسيق، وبناء القدرات، وتطوير البيئة القانونية لمؤسسات المجتمع المدني السورية، بما يحقق اندماجًا مؤسسيًا ومجتمعيًا فعّالًا في السياق التركي.
عن اتحاد منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي İDSB
تأسّس İDSB في إسطنبول عام 2005، بمبادرة من وقف المنظمات التطوعية التركي.
اليوم، يضم الاتحاد أكثر من 370 منظمة أهلية من 67 دولة، ويهدف إلى:
- تنسيق الجهود بين منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي
- تعزيز العمل المشترك من أجل السلام، والعدالة، والتنمية
- تنفيذ برامج ومبادرات تعزز الهوية الحضارية الإسلامية
- دعم الجهود الإغاثية، وبناء قدرات المنظمات الأعضاء، وتمثيلها في المحافل الدولية
لأننا نؤمن أن الإنسان هو نقطة البداية، والتعاون هو طريق الاستمرار، فإن ما بدأناه هنا… هو وعدٌ بمستقبل نبنيه معًا.