يرحب منبر منظمات المجتمع المدني (ULFED) بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، ويرى في هذه الخطوة تحولًا سياسيًا مهمًا يعيد فتح الملف السوري على المستوى الدولي، ويمنح السوريين فرصة جديدة بعد سنوات طويلة من العزلة والجمود.
يتزامن هذا التطور مع الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض، بعد مشاورات رفيعة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في لحظة توصف بأنها نقطة تحوّل مفصلية في مسار العلاقات الإقليمية مع سوريا.
ويتقدم المنبر بجزيل الشكر والامتنان إلى الجمهورية التركية، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، على مواقفهم الأصيلة والداعمة للشعب السوري. تركيا التي استقبلت ملايين السوريين ووقفت إلى جانبهم في أحلك الظروف، والمملكة التي لعبت دورًا محوريًا في تسهيل هذا التحول، وواصلت دعمها المتزن لتحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة، وقطر التي قدمت دعمًا متواصلًا في مجالات الإغاثة والتعليم والصحة، وكانت شريكًا إنسانيًا صادقًا على امتداد سنوات المحنة.
يمثل قرار رفع العقوبات، بقدر ما يحمل من رمزية سياسية، اعترافًا دوليًا بتغيّر الواقع السوري، وبجدارة الشركاء السوريين في الداخل والمهجر في تحمّل المسؤولية وبناء المرحلة القادمة، وهي لحظة تفتح الباب أمام بناء دولة مؤسسات، واقتصاد عادل، وتحقيق عدالة انتقالية حقيقية، بما يفضي إلى صياغة مشروع وطني شامل لا يقصي أحدًا، ويؤسّس لسوريا جامعة لأبنائها، متساوية في حقوقهم وكرامتهم.
وفي منبر منظمات المجتمع المدني، نؤمن أن الكرامة والعدالة والمشاركة المجتمعية، يجب أن تبقى بوصلة أي مسار سياسي جاد. وندعو جميع الفاعلين السياسيين والمدنيين، داخل سوريا وخارجها، إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية، والانخراط الواعي في هذه التحولات بما يفتح الطريق نحو التعافي والإعمار والمصالحة الوطنية.
